النول هو الآلة التي يستخدمها النساج لإنتاج قماش منسوج، ويختلف شكل النول وحجمه ومكوناته (عناصره) تبعا لمساحة المنتج ومواصفاته ويمكن تصنيف الأنوال الأساسية للنسيج اليدوي الى أنوال بسيطة وأنوال المعلقات والبسط والسجاد وأنوال المنضدة وأنوال الأرضية التي استخدمها البدو لصنع بيت الشعر ونول الرسم ونول الجاكارد. النول السائد في تدمر ومحيطها هو ما يعرف بنول البساط من الأنوال المعلقات. وللتعريف بالطراز السائد في تدمر والمدن السورية من الأنوال يتحدث السيد محمد كصيم 33 عاما ,من مدينة حلب الذي ورث الخبرة بالعمل على النول من أسلافه , ويقول محمد :” أن سوريا قبل عام 2011 كان يعمل بها أكثر من 1700 نول يدوي لإنتاج النسيج الصوفي من بسط وسجاد وعباية وأقمشة فرشات ومخدات وغيرها, تنتشر هذه الأنوال بين حلب ودمشق وأرياف إدلب وحماه وتدمر والسخنة ويقول المثل الشعبي ( صانع النول نصو برا ونصو بالجورة ) حيث كان النول قديما على العموم يوضع جزء منه بحفرة عمقها عادة قرابة متر تحت الأرض وباقي أجزائه فوق الأرض ويكون عرض النول بين 80 إلى 120 سم على الأكثر وطوله كان بسوريا غالبا بطول 220 سم. وله 4 قواعد خشبية على داير النول وهي التي يحمل عليها جسم النول، أما السدو الذي يتألف من خيطان تعرف بخيط السدو وهي التي ينسج عليها المنتج المراد نسجه، كان السدو يطلع من الجورة إلى أعلى وتمتد مرة أخرى باتجاه الأسفل. وفيما بعد تم تصنيع ماكينة تريكو تشبه النول حققت زيادة وسرعة في الإنتاج، لكن جودة الأقمشة أصبحت أقل جودة من النول اليدوي. عندما أتيت إلى تركيا عام 2014 قمت بتركيب قرابة 13 نول في عدة مدن تركية منها 6 هنا في عنتاب وهذا أحدها وأخرى في كلس وقيصري. معظم من كان يعمل بتدمر على النول هم من النساء لا أعلم لماذا لا يفضل رجال تدمر العمل على النول. بضاعتي التي أنتجها من الأنوال معظمها أرسلها للتصدير إلى دول الخليج والأردن وأروبا وأمريكا. من الصعب أن يعمل المهني أكثر من 6 ساعات على النول فمثلا بساط بطول مترين وعرض قرابة المتر يحتاج إلى يومين عمل”.


وحول ممارسة مهنة النول في تدمر وباديتها والنشاطات التي تتعلق بهذه المهنة تتحدث السيدة جوهرة الجمعة 68 عام من تدمر، كانت تعمل بمهنة النول اليدوي، تقول جوهرة:” كان البدو يقصون لنا صوف أغنام العواس ونشتريه منهم ونغسله في حمام الصوف. الصوف على حاله كان يستخدم في ملء المخدات والطراريح (الفرشات) واللحف. لإعداد الصوف للنسيج كنا نستخدم خشبة متطاولة تسمى (المردم) لها قطعة للتدوير على الرجل لنصنع منه بكرات من خيوط الصوف، وهذه الخيوط كنا نترك قسم منها سادة بدون صبغ والقسم الأكبر يتم صبغه. وعملية صبغ الصوف كانت حدثاً مهما حيث كنا نجتمع مجموعة من النساء في دار إحداهن، لنصبغ صوفنا سوية ونصنع الشاي على الحطب. ألوان الصوف المشهورة آنذاك كانت أحمر أزرق فوسفوري نيلي (صيني) وأصفر وغيره. يتم صبغ الصوف في تنكات مياه مع صبغة، أما اللون الأسود فكان له قدر كبير خاص به يسمى (الجعيلة). بعد صبغ الصوف نقوم بتنشيفه بالشمس الحارة ليومين حتى يجف تماما، بعد ذلك نقوم بتكبيب شلات الخيطان المفردة وتصبح الكبايات جاهزة للنسج على النول. النول: آلة مصنوعة من الخشب وخيوط النسج الأساسية تسمى السدوة (السدو). كان يتم بناء النول من الطين ومعه قش على حجم المرأة التي ستعمل فيه. وله طاقة أمام مكان جلوسها لتسحب منها الخيوط. النول الذي كنت أعمل عليه ورثته عن جدتي التي علمتني هذه المهنة. عادة تعمل على النول امرأتان تقومان بجر قطعة الحبك التي بدورها تجر عدد يتجاوز العشر خيوط عرضانية. ويستخدمن الايدي والارجل في العمل. أشهر المنتجات التي كنا ننسجها البسط وأشياء متعددة مثل حقائب وجوه للمساند وخرج للحيوانات وغير ذلك. أنواع الغزل: النسج والصف الرقم (النقش). النسج هو الحياكة البسيطة والصف هو الأصعب بسبب الحاجة لتحريك الأيدي بسرعة للحصول على الرسم المطلوب. كنا نستخدم الصوف وشعر الماعز ووبر الإبل في النسج، أما الرقم فكان حصراً من صوف الغنم. عندما نريد أن نصنع بساطاً على سبيل المثال نحتاج 5 أو 6 كغ من خيوط الصوف، والبساط عادة يتكون من ثلاثة قطع يتم تخييطها بجانب بعضها البعض لتغطي أرضية الغرفة. وهناك منتج يسمى المفرش ذو لونين أحمر وأسود. ولنقشة الرقم أشكال: العباكي والعرايسي والخبصة والمشط. وفيما عدا الصوف، كنا نقصص الثياب والأقمشة القديمة إلى شرائط رفيعة تسمى في العامية (شراطيط) نغزل منها على النول بساط ومصليات أو مخالي (حقائب للأجانب) وخرج للدواب والجوابات (جعبة تعلق على الجدران).


للنول صوت جميل تتذكره كل من كانت تشتغل عليه ويسمع عادة للشارع اسمه طرقة النول. وعندما تجتمع النساء للغزل كنا نغني الأغاني التراثية أثناء العمل. لجهاز العروس كنا نصنع بساطين ومصليات وفرش (طراريح) و مخدات و لحف. تم إزالة النول من معظم منازل تدمر بسبب التوسعات الحديثة للبيوت. صناعة النول كانت أكثر ازدهارا أيام جدتي مثلا وبدأت تدهور خبرتنا فيه شيئاً فشيئاً بسبب استخدام المنتجات الجاهزة الأسهل.
بالنسبة للبدو كانوا يستعملون شعر الماعز أكثر مننا نحن أهل تدمر، ونولهم كان ينصب في العراء في البرية ويصنع حفرة تحت أقدام المرأة التي تعمل به. ونولهم مصنوع من الخشب. يصنعون به بيوت الشعر التي يسكنونها. ويتميز بيت الشعر أنه غير نفوذ للماء. يستخدم بيت الشعر في الشتاء. أما في الصيف كانوا يستخدمون خيم من الخيش. ويصنعون فردات (أكياس كبيرة) من الخيش وألبسة لهم مثل عباءات الشعر وعباءات الوبر والرواقات التي يستخدموها كجدران لبيت الشعر، كذلك ينتجون البساط الذي يشبه البساط التدمري “.

كذلك السيدة هاجر الشافي,42 عام من مدينة تدمر، التي تعمل بمهنة النول اليدوي تقول:” النول اليدوي مهنة كانت منتشرة كثيرا في تدمر ويعمل بها بشكل خاص نساء تدمر قبل عقود قل ما تجد بيت تدمري لا يوجد فيه نول يدوي. تعلمت مهنة النول اليدوي نقلا عن جدتي ومارست هذه المهنة في تدمر لسنوات وعملي على النول كان ينبع من حبي لمهن

Leave a comment